السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أمي تم طلاقها من أبي بناء على رغبتها وعمري عامان ثم اختفت ولم تسأل عني لمدة عشر سنوات على الرغم من أنها تعرف مكاني، وتزوج أبي من سيدة كانت لي مثل أمي فقد عاملتني أحسن معاملة ولم تنجب من أبي فكنت أنا ابنها، والآن أصبح لي والدتان أم ولدت ولم ترب وأم ربت وكبرت والآن ظهرت أمي بالولادة بعد أن كبرت تطالب بحقها في رؤيتي وبري لها، فمن منهم لها حق بري لها: الأم التي ولدت وهربت أو الأم التي ربت وأحسنت لي وعاملتني مثل ابنها؟
أ. د. أحمد الحجي الكردي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
فكلاهما يجب عليك برهما، فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء، فبرُّ الوالدين باب عظيم من أبواب الخير والقرب من الله تعالى لا ينبغي للولد أن يحرم نفسه من ولوج هذا الباب، قال تعالى في حق الأبوين
( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8) .
ولذلك فإنني أنصحك بأن تحسن لأمك قدر إمكانك وتحاول برها بكل الطرق الممكنة، وبالقدر الذي لا يلحق بك ضرراً، وإلا كنت مسيئاً مثلها أو أكثر منها، فإن بر الوالدين واجب مهما كانت تقصيراتهم، قال تعالى في حق الأبوين
( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8).
والله تعالى أعلى وأعلم.